المصطفي Admin
عدد الرسائل : 1032 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 31/01/2007
| موضوع: حَدَثٌ لا يُنْسى الإثنين مارس 24, 2008 12:29 pm | |
| حول حياة الرسول الكريم محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم) القصة منقولة من موقع رافد للتنمية الثقافية
الجزء الثاني َذاتَ يَومٍ انْهالَتْ السِيّولُ غـِزيَرةً مِنْ أَعــالِي الجِبالِ الُمحِيَطـةِ بِمَكَةَ المُكَرَّمَةَ .. مِمـّا تَسَبَّبَ فِي وُقُوع حادِثَةٍ جَعَلَتْ أَهْلَ مــَكَةَ فِي حَيَرةٍ مِنْ أَمْرِهِمْ وَهُمْ يَنْظُرُونَ إلى تِلْكَ السُيُولِ الّتي دَخَلَتْ الكَعْبَةَ الشَريِفَةَ فَتَصَدّعْتَ جُدْرانَها ، الاََمْرَ الّذي دَعاهُمْ إلى عَقِدِ اجْتِماعٍ فِيما بَيْنَهُـم للتَّداوُلِ في أَمْرِ الكَعْبَةِ، قالَ أَحَدُهُم: مــا رَأْيُكُمْ أَنْ نَهْدِمَ الكَعْبَةَ وَنَبْنِيها مِنْ جَدِيدٍ..؟
ـ فِكْرَةٌ جَيِّدَةٌ.. وَيُمْكنُنا أَيَضَاً أَنْ نَزِيدَ في عَرْضِها أو ارْتِفاعِها..
|
|
قالها آخَرُ وَأَيَّدَهُ مُعْظَمُ الحاضِرِينَ.. وَلكِّنْ سُرْعانَ ما أَشارَ إِلَيْهِم شَخْصٌ ثالِثٌ قائلاً: مَهْلاً أَلا تَخْشَوْنَ أَنْ تَنْزِلَ عَلَيْنا عُقُوبَةً مِنَ السّماءِ.. لَوْ شَرَعْنا بِتَهدِيمِها..؟
ـ حَقّاً وَلكِنْ ما العَمَلْ إذَنْ؟! قالَها مُعْظَمُهُمْ وَقَدْ تَسَرَّبَ الخَوْفَ إلــى قُلُوبِهم .. فَأَشْفَقُوا مِنْ وَضْعِ مَعاوِلهِمْ فِيها خَشْيَةَ نزُولِ العُقُوبَةِ .. وَبَيْنما هُمْ على هذِه الحالَةِ .. قالَ لَهُمْ رَجُلٌ يُدعى الوَلِيدُ بن المُغِيَرةِ: يا قَوْم نَحْنُ لا نُرِيدُ إِلاّ الاِصْلاحَ .. أُنْظُروا سَأصْعَدُ أَمامَكُمْ إلى أَعْلى الكَعْبَةِ وَأُحَرِّكُ حَجَراً مِنْها ..
وَراحَ الوَلِيدُ بن المُغِيرَةِ يَتَسَلَّقُ جِداراً مِنَ الكَعْبَةَ حَتّى وَقَفَ عَلَيْهِ .. وَأَهْلُ مَكَةَ يُحَدِّقُونَ فِيه وَهُوَ يَمُدُّ يَدَهُ لِيُحَرِّكَ حَجَرَاً مِنْهُ .. فُجْأَةً!! وإذْا بالصُراخِ أَخَذَ يَتَعالى وَقَدْ استَبَدَّ الرُعْبُ بالنّاسِ فَراحَوا يَتَضَرَّعُونَ إلى اللهِ : اللّهم إنّا لا نُريدُ سِوى الاِصْلاحَ ..!!
لَقَدْ خَرَجَتْ أَفْعى رَهِيبَةً مِنْ خِلالِ الجِدارِ مِمّا جَعَلَ الوَلِيدَ بنَ المُغِيرةِ يُسارِعُ بالنِزُولِ وَقَدْ اسْتَبَدَّ بهِ الفَزَع .. وَلَيْسَ هذا فَقَطْ بَلْ حَتى الشَمْسَ غابَتْ مُنْكَسِفَةً مِنْ جَرّاءِ ذلك َ.. فِي هذهِ الاََثْناءِ رَفَـعَ شَيْخٌ صَوَتَهُ قائلاً لَهُمْ : يا قَوْمِ .. يا قَوْمِ إِنَّ اللهَ تعالى لا يَرضى أَنْ تُنفِقوا في بِناءِ بَيْتِهِ الشَــريِف أَمْوالاً اكْتَسَبْتُمُوها مـِنْ حَرامٍ فَلْيُساهِمْ كُلُ رَجُلٍ مِنْكُمْ في بِناء الكَعْبَةِ بِمالٍ طَيِّبٍ اكْتَسَبَهُ مِنْ حَلالٍ ..
عَمِلَ الرِّجالُ بَما سَمِعُوهُ مِنَ الشَيْخِ.. حَتى جَمَعُواالاَمْوالَ وَهُمْ يَقُولونَ: سَنُنُفِقُ هِذه الاَمْوالَ في بِناء بِيْتِ اللهِ الحَرامِ..
فَعادَتِ الشَمْسُ إلى حالَتِها الطَبِيعّيةِ.. وَقْد شاهَدَ النّاسُ نِسْراً يَهْبِطُ على جِدارِ الكَعْبَةِ.. فَيَلْتَقِطُ الاَفْعى وَيُحَلِّقُ بِها عالِياً.. فَعَرِفُوا مِنْ خِلالِ ما حَصَلَ أَمامَهُم أَنَّ الله تَعالى قَدْ أذِنَ لَهُمْ فيما صَمَّمُوا عَلَيهِ.. فَراحُوا يُباشِرُونَ عَمَلَهُمْ..
إنْهَمَكَ الرِجالُ فِي تَهْدِيمِ الجُدْرانِ المُتَصَدِّعَةِ حَتــى وَصَلُوا إلى القَوِاعِدِ الّتي وَضَعَها نَبِيُّ اللهِ إبراهِيمُ الخليلُ عليه السلام فَأَرادُوا تَحرِيكَها لِتَعْريِض الكَعْبَةِ الشَريِفَةِ .. ولكِنْ عِنْدَما شَرَعُوا بِذلِك حَصَلَ ما لَمْ يَكُنْ بالحُسْبانِ فَقَدْ اهْتَزَتْ الاََرْضُ تَحْتَ أَقْدامَهُمْ .. وَأَصابَتْ مَكَةَ ظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ جَعَلَتْهُمْ يَعيشُونَ لَحظاتَ الفَزَعِ مِنْ جَديدٍ .. فَعَرِفوا أنَّ ما أَصابَهُمْ هُوَ بِسَبَبِ تَحرِيكِ القَواعِدَ فَعَدَلوا عَنْ ذلِكَ .. | |
|