عدد الرسائل : 1032 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 31/01/2007
موضوع: بالروح بالدم نفديك يا يسوع ، , ووقت الجد تركوه وهربوا!!!! الأربعاء مارس 07, 2007 5:11 am
ليلة العشاء الأخيرة كان يسوع وحواريوه الاثنا عشر يجلسون حول مائدة كبيرة مع مُضيفهم ، تلميذه الاثير ، الذى يتصادف ان اسمه يوحنا . وكانت اسماء يوحنا ويسوع اسماء شائعة بين اليهود ، حوالى عام 30 بعد الميلاد ، كما أن اسماء توم ، ديك ، جون ، جيمس شائعة الآن فى القرن العشرين . كان هنالك إذن اربعة عشر رجلا (المسيح + 12 حواريا+ المضيف صاحب البيت = 14 رجلاً) ، يمكن لك أن تحصيهم حول المائدة . ولم يكونوا ثلاثة عشر رجلاً كما يصر المسيحيون على أنه كان عددهم ، مع انه رقم شؤم لديهم. (( منذا الذى سيقاوم هذا النصر الوشيك الذى يتلاعب كالخمر بالرءوس؟ لا غرو إذن أن يغرى ذلك يسوع بأن يطرد أولئك الذين كانوا يبيعون ويشترون داخل المعبد ، وان يقلب مناضد صيارفة النقود وأن يطردهم خارجه ضرباً بالسوط كما روى يوحنا (يوحنا2 : 15). ضربة وقائية: كانت الاطاحة بسلطة اليهود على معبدهم حدثا ضخما ، وكانت الإطاحة بالحاكم الروماني لتحل محله مملكة الرب أمر أدا فياللاسي ! إن آماله الضخمة لن تتحقق . لقد انتهى العرض نهاية هزيلة ورقم هتافات ((اوصنا)) وهتافات التحية لابن داود (ملك إسرائيل) كان ذلك الأمل غير ناضج ، يلزم لنضوجه سنوات وسنوات. لم يستطيع يسوع أن ينجو من تهديد الفريسيين بالقضاء على تطاول تلاميذه . لقد اخطأ حساب المعركة . ويجب أن يدفع ثمن الفشل . إن اتباعه لم يكونوا مستعدين لأى تضحية رغم كل صياحهم الحماسى. جدل اليهود : احتج زعماء اليهود بأن هذا الرجل بمفرده قد خرب دولة . ولذلك فإنه من الملائم أن يموت رجل واحد من أجل أن تعيش الأمة (كما جاء بانجيل يوحنا 11: 50). ولكن مع كل الصياح الهستيرى المحيط به لم يكن من الملائم أن يتم اعتقال يسوع علنا . قرروا اعتقاله سراً ووجدوا فى واحد من حوارييه هو يهوذا خائنا مستعدا أن يبيعه لهم فى مقابل ثلاثين قطعة نقد فضية . تغيير فى السياسة : لن يظل يسوع جالسا كبطة قابعة إذاء الاعتقال فى الخفاء الذى كان يعد له اليهود. وهاهو ذا يعد تلاميذه لتصفية الحساب التى لا مفر منها . وهاهوذا يثير بحذر غير مثير لمخاوفهم موضوع الدفاع . فيقول لهم : ((حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا احذية هل اعوزكم شىء ؟ فقالوا لا. فقال لهم لكن الآن من له كيس فليأخذه ومزود كذلك ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا!)). (لوقا 22: 35-36). هذا استعدد للجهاد أو الحرب المقدسة يهود ضد يهود ، لماذا؟! لماذا هذا التحول فى اتجاه الفكر؟ أليس هو الذى كان قد نصح لهم من قبل أن ((يديروا الخد الآخر)) وأن يسامحوا سبعين سبعا (7×70=490)؟ الم يكن هو الذى اوصى اثنى عشر حواريا بقوله لهم : (( ها انا ارسلكم كغنم فى وسط ذئاب ، فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام)) كما ورد بانجيل متى(متى 10: 16). هيا الى السلاح !..إلى السلاح!: إن الموقف والظرف قد تغيرا وكما هو الحال بالنسبة لأى قائد مقتدر وحكيم ، فإن ((الاستراتيجية)) أيضا يجب ان تتغير ، لم يكونوا قد غادروا الجليل صفر اليدين من السلاح . ((فقالوا يارب هوذا هنا سيفان . فقال لهم يكفي)) (لوقا 22: 38). ولكي يستنقذ المبشرون صورة يسوع الوديعة المسالمة ، فانهم يصرخون بأن السيوف كانت سيوفا روحية! ولو كانت السيوف سيوفا روحية ، فان الملابس أيضاً كان ينبغى أن تكون ملابس روحية. ولو كان الحواريون سيبيعون ملابسهم الروحية لكى يشتروا بثمنها سيوفا روحية ، فانهم فى هذه الحالة يكونون غزاة روحيين !. وأكثر من هذ1 فإن الانسان لا يستطيع أن يقطع آذان الناس الجسمية بسيوف روحية . فلقد جاء بإنجيل متى مايلى: (( وإذا واحد من الذين مع يسوع مد يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه)) (إنجيل متى 26: 51) إن الغرض الوحيد للسيوف والبنادق هو أن تصمى وتقتل . ولم يكن الناس يحملون السيوف لنزع قشر التفاح والموز فى ايام يسوع . لماذا (وكيف) يكفي سيفان؟ لو كان هذا استعدادا للحرب فلماذا إذن يكون سيفان ((كافيين))؟ السبب فى ذلك أن يسوع لم يكن يتوقع معركة مع جنود الحامية الرومانية . وحيث ان صديقه يهوذا كان وثيق الصلة بسلطات المعبد ، فإنه كان يتوقع عملية اعتقال فى السر ( بعيد عن علم الحاكم الروماني) يقوم بها اليهود ليمسكوا به. وتكون المسألة بذلك مسالة يهود ضد يهود . وفى مثل هذه المعركة مع خدم المعبد من اليهود ومع حثالة المدينة فإن يسوع يمكن ان يسود المعركة منتصراً فيها . وكان على يقين من ذلك . لقد كان معه بطرس المعروف بالصخرة ، ويوحنا وجيمس المعروفان بأبناء الرعد ، مع ثمانية آخرين ، كل منهم مستعد أن يضحي بحريته أو بحياته من أجله . وكانوا جميعاً من بلدة الجليل وكانوا جميعاً معروفين بالبأس والإرهاب ، والقدرة على التمرد ضد الرومان . وهكذا متسليحن بالعصي والحجارة والسيفين وبروح التضحية والفداء التى كانوا قد اظهروها لسيدهم كان يسوع واثقاً من قدرته على أن يلقى الى الجحيم أى رعاع من اليهود يعترضون سبيله . أستاذ التكتيك : كأن يسوع قد جعل من نفسه بذلك مخططا استراتيجيا بارعا ، واثقا من نفسه ، لم يكن ذلك وقت يقبع فيه كالبط مع تلاميذه فى تلك الحجرة بالطابق العلوي! وهاهوذا يقود اتباعه إلى البستان بين اشجار الزيتون فى منتصف الليل ، وهو ساحة واسعة محاطة باسوار على مبعدة خمسة أميال من المدينة . وفى الطريق يبين لهم خطورة الموقف الذى تكتنفه أحقاد واندفاعات تلك الطغمة من يهود المعبد الذى سقطوا . وعليه الآن أن يتحمل نتيجة تضعضع القوى ، وأن يدفع ثمن الاخفاق ! ولست بحاجة إلى عبقرية عسكرية ، لكى تدرك أن يسوع يوزع قواته كاستاذ فى فن التكتيك بطريقة تُذكرنا بأى ضابط متخرج فى كلية ((ساند هيرست)) الحربية البريطانية . انه يعين لثمانية من الاحد عشر حواريا مكانهم فى مدخل البستان وهو يقول لهم : (( اجلسوا أنتم هنا بينما اذهب أنا لأصلي هناك )). والسؤال الذى يفرض نفسه على أى مفكر هو : لماذا ذهبوا جميعاً إلى ذلك البستان ؟ الكي يصلوا ؟ الم يكونوا يستطيعون الصلاة فى تلك الحجرة العلوية ؟ الم يكونوا يستطيعون الذهاب إلى هيكل سليمان ولقد كان على مرمي حجر منهم ، وذلك لو كانت الصلاة هى هدفهم ؟ كلا ! لقد ذهبوا إلى البستان ليكونوا فى موقف أفضل بالنسبة لموضوع الدفاع عن انفسهم ! ولاحظ ايضاً أن يسوع لم يأخذ الثمانية لكي يصلوا معه . أنه يضعهم بطريقة استراتيجية فى مدخل البستان ، مدججين بالسلاح كما يقتضى موقف الدفاع والكفاح . يقول إنجيل متى : (( ثم أخذ معه بطرس و ابنى زبدى .. فقال لهم ... امكثوا ههنَّا واسهروا معى )) . إنجيل متى 26 : 37 -38)). الى أين يأخذ بطرس ويوحنا وجيمس ؟ ليتوغل بهم فى الحديقة ! لكى يصلى ؟ كلا.. لقد وزع ثمانية لدى مدخل البستان ، ولآن على أولئك الشجعان الأشاوش الثلاثة مسلحين بالسيفين أن يتربصوا ويراقبوا وليقوموا بالحراسة ! الصورة هكذا مفعمة بالحيوية . إن يسوع لا يدع شيئا نعمل فيه خيالنا . و هاهوذا وحده بمفرده يصلي ! لكن الأمر العجيب فى الرواية هو أن يسوع لدى فراغه من اية صلاة ، كان يجد حوارييه وقد اخلدوا للنوم فى اماكنهم . وكان يصيح بهم مرة تلو أخرى : (( لماذا لا ترقبون معى لساعة واحدة )) (كما جاء بإنجيل متى 26: 40) ثم كان ينصرف مرة ثانية وكان يصلى ويقول نفس الكلمات . وعندما كان يعود كان يجدهم نياما مرة ثانية كما يحدثنا إنجيل مرقس (14: 39 -40) . لكن مرقس يذهب إلى أن الحواريين لم يستطيعوا أن يقدموا سببا لتراخيهم وتناومهم . وهو يسجل عليهم انهم حتى (( لم يستطيعوا أن يجيبوه )) لكن أكثرهم دقة ، وهو لوقا يخمن سببا لهذا التناوم فيقول : (( ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه فوجدهم نياماً من الحزن )) . ولوقا على الرغم من انه لم يكن من الحواريين الاثني عشر المختارين ، فانه يتميز بوضوح أكثر لدى المسيحيين . وهو يُعدُ بينهم الأكثر قدرة على التأريخ ، والمفسر لطبيعة البشر فإن نظريته عن نوم الرجال بتاثير الحزن إنما هى نظرية فريدة . إن البكاء والعويل والدموع والحسرات كانت من الكثرة بالنسبة لتلك المسافة الضئيلة فيما بين اورشليم وبستان جيثسمين على شفتى يسوع بحيث توقظ حواس أى شخص غير مخمور . لماذا كانت الظروف المحزنة تسلم الحواريين إلى النوم ؟ هل كان تكوينهم النفسي مختلفاً عن التكوين النفسي لإنسان هذا العصر الحديث ؟ إن اساتذة علم النفس يؤكدون أنه تحت تأثير الخوف والفزع والحزن ، فإن الغدة التى تفرز الأدرينالين وتدفعه إلى مجرى الدم على نحو طبيعي يطارد ويطرد تماماً النوم . أم أنه كان من المحتمل أن الحواريين كانوا قد اكلوا كثيرا وشربوا خمورا فأتخمتهم الأطعمة واسكرتهم الخمر ، خصوصا أن الطعام والخمر كانا على حساب صاحب البيت مجانا . أخفقت المسيرة نحو أورشليم ، والاعتصام داخل البستان وضُح عدم جدواه . وكما أن هناك ثماراً للانتصار فإن هناك ثمناً يلزم أن يُدفع عند الاندحار . وكانت العواقب وخيمة ! فكانت المحاكمة ، وكانت المحنة ، وكان الاضطراب ، وكان العرق ، وكان الدم . وسحب الجنود الرومانيون يسوع من بستان جيثسمين إلى آناس ، و من أناس إلى كايفاس ، رئيس الكهنة ، و من ثم إلى السنهدرين ( مجمع الأحبار ) الذى يباشره أحبار اليهود للمحاكمة وتنفيذ الحكم . بينما كانوا يتداولون يسوع بين ايديهم ويسوقونه نحو مصيره ، اين كان صناديده الابطال الذين كانوا يدقون بايديهم على صدرورهم قائلين : نحن مستعدون ياسيد أن نموت من اجلك ، ومستعدون أن نذهب إلى السجن فداء لك )) (بالروح بالدم نفديك يا يسوع ) ( بالروح بالدم نفديك يايسوع ) ( بالروح بالدم نفديك يا يسوع) يقول مرقس وهو من أوائل من دونوا إلإنجيل ، دون خجل أو وجل يقول : (( فتركه الجميع وهربوا )) ( مرقس 14: 50 ) . وابقى الحقنا باأأأأأأأأأأأأ (مختصر من كتاب مسالة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء للشيخ احمد ديدات)
__________________ (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
قال رسول الله :-
" من قال - سبحان الله وبحمده - فى يوم مائة مرة حطت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر " (صحيح الجامع)